متصفح جوجل الجديد في ورطة

لم تكد تهنأ العملاقة "غوغل" بأصداء إحتفال تدشينها للمتصفح الجديد الخاص بها "كروم"، حتي استيقظت مؤخرًا علي كابوس محبط بعد أن تلقت سيلاً من الانتقادات والاتهامات من المستخدمين يزعمون فيها أن المتصفح الجديد يسلبهم حقوق الملكية لملفاتهم الشخصية الخاصة، في واحدة من أكثر الحملات قسوة علي المؤسسة الكبيرة. وقالت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية إنه وعلى الرغم من إنفاق غوغل ملايين الجنيهات الإسترلينية علي هذا المتصفح الجديد، إلا أن فقرة "خفية" في اتفاقية المستخدمين الخاصة بالمتصفح الجديد تنص على أحقية امتلاك المتصفح بشكل شرعي لأي شيء يقوم بعرضه!!

وهو الأمر الذي دفع بملايين المستخدمين الذين أقبلوا على تجربة المتصفح الجديد الذي كان يعلقون عليه آمالاً كبيرة، لإرسال عدد كبير من إرسال الشكاوي والتذمر إلى الشركة بسبب تلك المشكلة التي يفقد بموجبها أي شخص يستخدم المتصفح بشكل فعال حقوق ملكيتهم للصور والمقاطع والمستندات وباقي ملفات الكمبيوتر التي يتم تخزينها أو عرضها على الإنترنت.

هذا وقد تلقت غوغل على مدار الأربع وعشرين ساعة الماضية الملايين من الشكاوى الخاصة باتفاقية تراخيص المستخدم " EULA " التي قيل إنها أجبرت على وضع هذا البند المزعج. ما جعلها تتحرك بسرعة شديدة وتؤكد على أنها نجحت في التغلب على هذه الهفوة التقنية مؤكدةً أنه بإمكان المستخدمين استرداد حقوق ملكيتهم الخاصة وباقي الحقوق التي يمتلكون بموجبها موادًا منشورة أو مطروحة على الإنترنت.

المثير أن تلك الهفوة جاءت بعد أقل من 12 شهر من إطلاق غوغل لحزمة الوورد الحرة " Docs " التي لاقت سيلاً كبيرًا أيضًا من الشكاوى لسبب مشابه. واعترفت ريبيكا وارد ، الناطقة باسم " كروم" أن تلك الفقرة التي تسببت في حدوث تلك الأزمة قد أدخلت ضمن بنود الاتفاقية مصادفة ً. وقالت إن غوغل تقوم الآن بإعادة استخدام كافة البنود والشروط القياسية في جميع خدماتها لتسهيل الأمور على المستخدمين وإبقائها كذلك.

وأضافت: "في بعض الأحيان كما هي الحال في متصفح غوغل الجديد ، لا يعني ذلك الأمر سوى أن البنود القانونية لأحد المنتجات قد تشتمل على بنود لا تطبق بالشكل الجيد عند استخدام هذا المنتج".

هذا وقد أطلقت غوغل هذا المتصفح الجديد في الثاني من سبتمبر الماضي من أجل دخول عالم المنافسة مع متصفح ميكروسوفت ومتصفح الموتزيلا فايرفوكس . وزعم القائمون على "كروك" أنه سرعة تشغيله هي ضعف سرعة تشغيل هذه المتصفحات التقليدية، وقد تم تصميمه لدعم بعض التطبيقات التي يتم استخدامها عبر الإنترنت مثل الإيميل.

من جانبها قالت ساندر بيشاي، نائبة الرئيس لإدارة المنتجات بغوغل :" نعلم أن الموقع قد تطور من صفحات نصية بسيطة إلى صفحات متطورة وتطبيقات تفاعلية وهذا ما نحتاج إليه من أجل إعادة النظر كليًا في المتصفح. ما نحتاج إليه بالفعل ليس مجرد متصفح فقط ، لكن قاعدة حديثة أيضًا لصفحات وتطبيقات الموقع وهذا ما شرعنا في تكوينه".