اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

فيلم مصري يعترض على فكرة الزواج


كل هذه العبارات ليست مجرد جمل حوار يرددها أبطال الفيلم«إحنا اتقابلنا قبل كده» - الذى بدأ عرضه منذ أيام- داخل سياق الأحداث بقدر ما هى تعبر عن أنماط أشخاص وعلاقات إنسانية تتسم بالجرأة والتمرد على أنماط العلاقات بين الرجل والمرأة كما رصدها فيلم «إحنا اتقابلنا قبل كده» الذى كتبته نادين شمس وأخرجه هشام الشافعى، تتجاوز فى عمقها الإطار الرسمى للعلاقة، أو الزواج، والذى يرتضيه المجتمع، ولا يرى عنه بديلا كنهاية لأى علاقة بين رجل وامرأة،بالرغم من أن شخصيتى سارة وداليا أو «نيللى كريم» و«كارولين خليل» وثنائية العلاقة بينهما تحتل مساحة كبيرة من أحداث الفيلم، إلا أنه فى فلك أزمات هاتين الشخصيتين تدور شخصيات أخرى ذات أزمات مختلفة.

إن أزمة «سارة» التى تربطها بـ«داليا» علاقة صداقة طويلة الأمد لا تتمثل فقط فى أن زوجها الشاب قد خانها، ومن ثم يصبح السؤال هل من حقها أن تخونه أم لا، ناهيك عن أنها لا تقدم على هذا الفعل داخل أحداث الفيلم بقدر ما هى أزمة اكتشفت بعد أن تهمشت مشاكلها، وإحباطاتها وأن تحب زوجها أكثر من نفسها، ومن ثم تصبح جزءا من عالمه لا يجوز له الانسلاخ عنه، ولذا يمنحها ابتعادها عنه قوة دفع تعيدها إلى ذاتها وتعيد إليها إحساسها بالأمان.

داليا شخصية متحررة من موروثات اجتماعية رجعية لا تجد غضاضة فى أن تجمعها بالرجل الذى تحبه علاقة كاملة، فى السرير، فى المكتب، فى الشارع أمام الناس ومن ورائهم فما يربطهم ليس الجنس أو العشرة أوالأطفال أو ورقة الزواج، وإنما حياة كاملة ومتكاملة إلا أنها تخاف أن تفقد كل ذلك بزواجها منه. أيضا بالإضافة إلى علاقة «داليا» بـ«أكرم» نجد علاقة «هشام» عازف الساكس «آسر ياسين» بـ«أمل» أو «راندا البحيرى». فما بينهما ليس مجرد علاقة حب أو نزوة، بل هو أسلوب حياة يحاكى الزواج وإن كان يحاول قدر استطاعته أن ينأى عنه. «هشام» جامح متمرد، قلوق وملول تجذبه «سارة» مثلما تنجذب هى إليه، ويقرر أن يترك فرقته، ولكن يقرر العودة مرة أخرى إلى أمل ويقدم لحنا ناجحا يضعه فوق أولى سلالم النجومية، وأيضا ينتهى الفيلم دون أن يحاول صناعه وضع هذه العلاقة داخل الإطار الذى يرتضيه المجتمع.

«إحنا اتقابلنا قبل كده» ليس فقط فيلما يخلع عن نفسه عباءة السينما النظيفة، بل إنه يرفض أن يرسخ لأنماط سلوك لا تتوافق مع قناعات صناعه حتى أنك تفاجأ بأنك لمدة 90 دقيقة هى مدة أحداث الفيلم لا تشاهد فتاة أو امرأة محجبة ولو لثانية والمؤكد أن صناع الفيلم تعمدوا هذا وأنه لم يكن على سبيل الصدفة.
واجهنا نادين شمس بكل ما سبق وأيضا حول ما إذا كانت نهاية الشخصيات تمثل ارتدادا عما يحاول الفيلم أن يقوله منذ البداية وكان لنا هذا الحوار.
معظم الأفلام تحاول أن تراهن على تحفظ هذا المجتمع وأن تتستر وراء كلمة «سينما نظيفة» ألم تتخوفى من تقديم فيلم يصطدم بثوابت المجتمع ؟
- مثلما تراهن الأفلام الأخرى على أن هذا المجتمع يتسم بالثبات فى منظومته القيمية فأنا أراهن على أنه يتغير ببطء ويتحرك إلى الأمام.إن النماذج التى قدمتها فى فيلمى نماذج موجودة وإن كانت تشكل مجتمعا صغيرا داخل هذا المجتمع الذى يوصف بالمحافظ شكليا على الأقل، هذا المجتمع الصغير يأخذ شكلا أشبه بالفقاعات ويحاول التمرد على المجتمع الأكبر وأن يضع قوانين مختلفة وعصرية.

ولكن أنماط العلاقات فى الفيلم تبدو غريبة فى نظر الجمهور الذى قد يصفها بالانحلال ؟
- إن العلاقة بين الرجل والمرأة فى فيلمى أكثر سماحة ووضوحا وصراحة حتى إنك تشعر فى لحظة ما أن «يوسف» زوج «سارة» ينتمى إلى المجتمع المحافظ بينما هى بانفصالها عنه ذهبت إلى مجتمع أكثر رحابة، ويتسم بعلاقات متحضرة بين أفراده.

هل لديك موقف ضد مؤسسة الزواج؟
- لست ضد مؤسسة الزواج ولكن مؤمنة بأن الزواج علاقة طويلة الأمد، وتحتاج إلى مجهود كبير من الطرفين لإنجاحها ولذا لدى مشاكل مع هذا النوع من العلاقات خاصة فى مصر.

لقد وضعت خيانة زوج سارة لها كمبرر لمهاجمة مؤسسة الزواج، هل هذا درامى كاف دراميا؟
- لم أكن أقصد أن أضع الخيانة فى مواجهة رفض داليا للزواج وإنما أعرض أشكالا مختلفة لأزمات نسائية فسارة أزمتها تتمثل فى خيانة زوجها لها ولا علاقة لهذا بأزمة داليا التى تتمثل فى مخاوفها من الزواج.

من وجهة نظرك ما هى أبرز مشاكل مؤسسة الزواج فى مصر؟
- مؤسسة الزواج فى معظم الأحيان مؤسسة كاذبة، وتقوم على النفعية، فالطرفان يريدان أن يحصلا على كل شىء فى هذه العلاقة، منزل، جنس، أطفال، الرجل يبحث عمن تطبخ له والمرأة تبحث عمن يأخذها من سجن أسرتها، بالطبع هناك بعض العلاقات الزوجية الناجحة ولكنى أعتقد أن معظم مؤسسات الزواج فى مصر كاذبة.

ربما لم تكن رسالة.. إحنا اتقابلنا قبل كده لتصل إلى الجمهور لولا وجود لغة سينمائية ناعمة وسلسة قادرة على ترجمة أفكار الفيلم إلى مشاعر بصرية وهنا يجىء دور هشام الشافعى الذى درس تقنيات الإخراج بإيطاليا وعمل مساعد مخرج ليوسف شاهين ورضوان الكاشف قبل التصدى لـ«إحنا اتقابلنا قبل كده» أولى تجاربه الروائية الطويلة.
ألم تتخوف من تقديم هذه الأنماط من العلاقات والتى قد يكون لدى المجتمع موقف أخلاقى منها؟
- أنا لا أقدم فيلمى من منطلق هل أنا مع أو ضد هذه الأنماط، بالإضافة إلى أنه حتى لو أن المجتمع يرفض هذه العلاقات هذا لا ينفى وجودها، سواء بشكل معلن كما فى الفيلم أو غير معلن كما يحدث فى المجتمع، فهناك بنات كثيرات يردن أن يعشن وحدهن وأن يحققن كيانا خاصا بهن وأن يكن أحرارا فى علاقاتهن الإنسانية ولكنهن لا يجرؤن على الإفصاح عن هذا، وهناك سيدات كثيرات عندما يتعرضن للخيانة يفكرن فى الرد عليها بخيانة مماثلة، حتى وإن لم يقدمن على هذا.

هل حدثت اعتذارات من قبل فنانات على قبول دورى «داليا» و«سارة»؟
- بالطبع كانت هناك ترشيحات كثيرة واعتذارات أكثر لأسباب أخلاقية، وأسباب أخرى تتعلق بمساحة الأدوار نفسها، ولكننى بعد أن صغت الفيلم قلت لنفسى كيف كنت سأعمل مع فنانين آخرين غير هؤلاء.

من وجهة نظرك ما هى أكبر مشكلة تعانى منها مؤسسة الزواج فى مصر؟
- أعتقد أن أكبر مشكلة هى أن المرأة المتزوجة لا يكون لديها كيان مادى واجتماعى مستقل وأحيانا كثيرة ينجح الرجل فى قهرها وامتلاكها والقضاء على نجاحها بفضل الزواج. داليا أو كارولين خليل، تظل أكثر النماذج النسائية فى الفيلم توهجا وتمردا سواء من حيث القدرة على الإمساك بجميع التفاصيل وانفعالات الشخصية أو من حيث اتساق داليا مع نفسها وإصرارها على المضى فى علاقاتها بأكرم خارج إطار الزواج.

سألنا كارولين عن مشكلة «داليا» مع الزواج فأجابت قائلة:
- إن داليا شخصية عانت كثيرا من أجل أن تصل إلى هذه الصلابة والشجاعة فى مواجهة المجتمع فهى شخصية درست وعملت بكد من أجل أن تكون امرأة ناجحة مستقلة لها قوانينها الخاصة التى تفرضها على هذا المجتمع المحافظ وبالتالى تخاف من الارتباط بشخص لا يستطيع أن يستوعب كل هذا.

هل لدى كارولين تحفظات على شخصية مثل داليا ترفض الدخول فى مؤسسة الزواج؟
- على الإطلاق.. بصراحة لا أشعر أن لدى مشكلة مع مثل هذه النوعية من الشخصيات وأعتقد أنه مادامت امرأة كهذه تتعامل مع المجتمع بشكل سوى ومتسامح فمن المفترض أن يقبل قرارها وقانونها إلا أننى أعتقد أن أزمة هذا المجتمع هى إنه مجتمع يدعى المحافظة، حيث إنه من الداخل يعانى من أمراض كثيرة. أعود وأقول لك إن داليا شخصية تؤمن بأن علاقتها بمن تحب أرقى وأعمق من أن يقضى عليها الزواج.

أخيراًفإن المفاجاة كما علمنا ان على أبوشادى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية لم يصرح بوضع لافتة للكبار فقط علي أفيشات الفيلم.ولكنه عندما انتبه لهذه المخالفة اتصل بالشركة المنتجة يوم الخميس الماضى 16/4 وهددها بأنها إذا لم تتغير الأفيشات سيقوم بعمل محضر من أجل رفع أفيشاته من الشوارع، على ابو شادى قال لـروزاليوسف الرقابة لم تعترض إلا على مشهد واحد وجدته مسفا ولكن ما عدا ذلك لم يكن لديها أى تحفظات ولم تطالب بجعل الفيلم للكبار فقط.

المصدر : روز اليوسف - طارق مصطفي


ملاحظات هامة
قد يستغرق ظهور الفيديو دقيقة او اكثر حسب سرعة اتصالك
يمكنك الاشتراك في مجموعتنا البريدية ليصلك جديد الموقع
بادخال بريدك الالكتروني في المربع اعلى يمين الصفحة
يمكنك عزيزي الزائر ابداء رايك في هذا الموضوع بالضغط على الرابط comment بالاسفل

0 comments:

Blog Archive