اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

حرب التجسس بين حزب الله واسرائيل



حرب التجسس بين حزب الله وإسرائيل، تجلت على الأرض في أحداث ومواقف عدة خلال الأشهر والسنوات الماضية. واتخذت أشكالاً وأساليب متعددة، وعمليًا لم تخرج عملية اغتيال القيادي في الجناح العسكري لحزب الله عماد مغنية في دمشق منتصف شباط (فبراير) من العام الجاري، عن إطار الصراع الاستخباراتي بين الطرفين، ولا يمكن في هذا الإطار أيضًا تجاهل فشل تل أبيب في الحصول على معلومات عن مصير جندييها، إلا بعد رؤية رفاتهما في الشق العملي من تطبيق صفقة التبادل التي نفذت بتاريخ 16/7/2008، بالتزامن مع عدم القدرة على معرفة مصير رون آراد، الطيار الإسرائيلي المختفي منذ عام 1988 رغم ضخامة المساعي الاستخباراتية التي بذلت في هذا الاتجاه، يضاف إلى ما سبق، انكشاف سلسلة من الإخفاقات الخطرة للاستخبارات الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية عام 2006.

فخلال توغله في مناطق الجنوب اللبناني خلال حرب تموز، تفاجأ الجيش الإسرائيلي، بالعثور على غرف تحت الأرض مجهزة بتكنولوجيا متطورة، تشمل معدات تشفير للاتصالات، وتشويش، وتجسس على شبكة الاتصال العسكرية الإسرائيلية. وهو ما أكده الكولونيل غال هيرش، الذي كان في الحرب قائد كتيبة "الجليل" التي تحمل الرقم (910) ومسؤولة عن الدوريات على طول الحدود مع لبنان، وصرح هيرش بتاريخ 25 تموز/ يوليو 2006، أن قواته وجدت غرفا كاملة من المعدات الإيرانية الصنع أثناء معركة بنت جبيل، شملت أجهزة تنصت، وحواسيب وأجهزة اتصال حديثة، وإحداثيات عسكرية مفصلة، وخرائط للأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية، وحتى قوائم وأرقام لهواتف داخل إسرائيل.

ذهلت إسرائيل من نوعية معدات الاتصال الحديثة لدى حزب الله، وبخاصة أن بعضها يعتمد على الألياف البصرية، والأخيرة ليست عرضة للتشويش الإلكتروني أو حتى الاختراق. وعليه، ذهب بعض المحللين الإسرائيليين للقول إن إيران حولت جنوب لبنان لساحة اختبار صغيرة على ارض الواقع العسكري والاستخباراتي، لفحص قدراتها الإلكترونية، تحسبا لأي مواجهة مستقبلية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.

وساعدت التكنولوجيا الحديثة (الهاي تيك) حزب الله في اختراق الفضاء الإقليمي الإسرائيلي، مستخدمًا طائرات الاستطلاع دون طيار والتنصت الالكتروني والمعدات المتطورة، وتعرضت خلال الحرب بعض المنشآت العسكرية للجيش الإسرائيلي للقصف الصاروخي، مثل محطة رصد للقوات الجوية الإسرائيلية في جبل ميرون، وأرجع محللون عسكريون استهداف هذه القاعدة بالذات، إلى امتلاك حزب الله معلومات دقيقة عن طبيعة عملها.

وكإجراء مضاد لأي عمليات تجسس من قبل إسرائيل، يمنع حزب الله، قادته الكبار من تداول المعلومات الحساسة عبر المكالمات الهاتفية، وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن زعيم حزب الله حسن نصر الله لم يستخدم الهاتف منذ تسلم زعامة الحزب عام 1992، كما اعتمد مقاتلو الحزب خلال حرب تموز على تبادل المعلومات عبر الاتصال الوجاهي في أغلب الأحيان، وتكونت كل مجموعة مقاتلة من ستة إلى سبعة أفراد، تربطهم مع المجموعات الأخرى، شيفرة عبر الراديو، تنم عن معرفة بعضهم البعض.

ولكن رغم قوة حزب الله الاستخباراتية، إلا أنه تعرض لضربة قاصمة، مع اغتيال رجل عملياته الأول، عماد مغنية، في قلب العاصمة السورية دمشق بتاريخ 14/2/2008، جسد الحدث قمة الصراع الاستخباراتي بين اذرع إسرائيل الاستخباراتية وحزب الله، وأشار بوضوح إلى تجاوز الصراع ساحة الجانبين، ورغم عدم إعلان تل أبيب مسؤوليتها رسميًا عن الوقوف وراء العملية التي ما زال الغموض يلف الكثير من تفاصيلها، إلا أن كافة أصابع الاتهام وجهت منذ البداية إليها، وانبرى العديد من الكتاب والمحللين الإسرائيليين في الحديث عن هذا الإنجاز للموساد.

فكتب مثلا شيمون شيفر في صحيفة يديعوت، يقول: "كل جهاز استخباري في العالم كان سيفخر بانجازٍ عملياتي كهذا. ويمكن فقط الافتراض بأن رئيس الموساد مئير دغان والمقاتلين المجهولين من الجهاز الذي يترأسه يمكنهم أن يسجلوا لأنفسهم، إذا ما تبين في المستقبل بان ثمة صلة بينهم وبين التصفية في دمشق، احد الانجازات الأكثر بريقاً للموساد".

واعترف المقربون من حزب الله أيضا بأن اغتيال مغنية يشكل إخفاقا استخباراتيا في صفوفهم. فقال علي صادق الحسيني، الذي يعتبر من المقربين من مغنية: "يدور الحديث عن اختراق لصفوفنا، إخفاف استخباري"، وألمح السوريون أيضا إلى أنه يحتمل أن تكون أجهزة استخبارات أخرى، غير الموساد الإسرائيلي، شاركت في الاغتيال.

هذه العملية رفعت معنويات الاستخبارات الإسرائيلية، التي تتضمن ليس فقط الموساد، بل وحدات عملياتية وجمع المعلومات من شعبة الاستخبارات، والتي أظهرت وقتئذ أن لديها عناصر جريئة تعرف كيف تصل إلى كل مكان وكل شخص. وكذلك أوصلت عملية الاغتيال رسالة واضحة وقاطعة لدمشق: "من وصلوا إلى عماد مغنية رغم الحراسة الموضوعة حوله كان بإمكانهم أن يصلوا إلى أهداف أخرى في سوريا".

لكن هذا الإنجاز لإسرائيل، إن جاز التعبير، سبقته سلسلة إخفاقات استخباراتية خطرة، تجلت بوضوح خلال حرب تموز، حيث لم تمتلك تل أبيب أي معلومات عن عدد صواريخ حزب الله، ونوعيتها، ومداها، عاضده فشل آخر في فهم القدرات القتالية، لدى الخصم، فنظام الأنفاق الأرضية، والكمائن، وأساليب الاستدراج، بمجملها مفاجآت أعدها رجال حزب لله للوحدات الخاصة الإسرائيلية، التي افتقرت إلى خرائط دقيقة، أو معلومات استخباراتية محدثة عن طبيعة أسلحة العدو ومناطق تواجده، وطبيعة تحركاته.

ونتيجة ذلك، وقعت دبابات ميركافا مثلاً، فريسة سهلة في أرض المعركة، ودمرت أيضا بارجة بحرية إسرائيلية متطورة من طراز (ساعر 5)، بصاروخ أطلق من الشواطئ اللبنانية، بالإضافة إلى إسقاط طائرة مروحية، وهي خسائر ومفاجآت تكتيكية يرجعها العديد من الخبراء العسكريين إلى ضعف في المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية عن طبيعة تسلح حزب الله.

واعترف معظم الخبراء الإسرائيليين أن الجيش الإسرائيلي تفاجأ بقدرات مقاتلي حزب الله خلال المعارك البرية، فكتب، د.آفي كوبر محاضر في العلوم السياسية، وباحث كبير في مركز بيغن – السادات، يقول: "في الواقع لقي الجيش الإسرائيلي عدوًا محكمًا، وذا حيلة، ومصممًا، ومستعدًا للتضحية، وذا نظام قيادة وسيطرة قوي ومنيع، يلعب هو أيضًا في الملعب التكنولوجي، ويملك سلاحًا بسيطًا لكنه فعال، وأدوات لإدارة القتال الالكتروني".

كما سجل فشل استخباراتي إسرائيلي إضافي، في حرب تموز، يتصل بإلقاء ما لا يقل عن 23 طنا من المتفجرات على مبنى قيد الإنشاء عند مدخل مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت، قدر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي أن نصر الله يختبئ في داخله، ولكن لم تكن تمر سويعات حتى ظهر الأخير في لقاء إعلامي متلفز.

ولكن رغم الإخفاقات الاستخباراتية الكثيرة التي ظهرت في ساحة حرب 2006، إلا أن هناك بعض الدلائل تشير إلى وجود اختراقات إسرائيلية لصفوف حزب الله، مثلا قدر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المعروف باسم "أمان" في تقريره الصادر في شهر كانون الأول/2005 أن حدث الاختطاف للجنود الإسرائيليين على الحدود اللبنانية احتماله مرتفع. وهو ما لا يمكن إرجاعه إلا لوجود معلومات موثقة، بنت الاستخبارات الإسرائيلية تقديرها المذكور عليها.

لا سيما أن رئيس جهاز "أمان"، آنذاك، اللواء (احتياط) أهارون زئيفي فركش، بعث رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ارييل شارون، والى وزير الأمن شاؤول موفاز، والى رئيس الأركان دان حلوتس، قرر فيها بين الجملة أنه "يُحتاج إلى استعداد وتأهب لإمكانية تصعيد في الحدود الشمالية". ولكن المستوى السياسي والعسكري، لم يلق أذنا صاغية للتحذير المكثف، ووقع الاختطاف بعد ذلك بفترة وجيزة فقط.

وبالتالي، يبقى التساؤل فقط، ما حجم الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي لصفوف حزب الله؟ فبينما تعلن تل أبيب بين الفينة والأخرى عن اعتقالها لأشخاص وخلايا تحت طائلة الشبهات بالتخابر مع حزب الله، لم يعلن الأخير عن اعتقاله أي مجموعات أو أفراد بهذه التهمة في العامين الأخيرين، باستثناء إعلان أجهزة الأمن اللبنانية أثناء الحرب، تحديدًا بتاريخ 26/7/2006، اعتقالها لما يزيد عن 36 شخصًا، وسبق ذلك أيضا اعتقال أكثر من 20 شخصًا لبنانيًا بتهمة إرشاد الطائرات الحربية الإسرائيلية لمواقع حزب الله ليتم قصفها.


العاب فلاش رائعة..العبها الأن

0 comments:

Blog Archive