اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

تحرش جنسي و مخدرات في حفلات محمد منير



لا شك أنه فنان عظيم، حدوتة مصرية شديدة الإبداع و الموهبة، و لكن ما أصبح يحدث في حفلات محمد منير أو أي حفلة تقام في جراج دار الأوبرا أمر لا يجب السكوت عليه.

لابد أن أعترف بأني من أشد المعجبين بالملك منذ زمن طويل. فلا زلت أتذكر عندما كنت لم أبلغ الخامسة من عمري و كان أخي الأكبر يقوم بتشغيل " شجر اللمون" و "شبابيك" لنسمعها قبل النوم أو حتي أثناء نومنا.

بالطبع لم يكن لدي القدرة في مثل هذا السن أن أستوعب المعني الحقيقي لهذه الأغنيات و لكنني منذ نعومة أظافري و أنا شديد الولع بمحمد منير و كل أغانيه، ربما لأنها تذكرني بمصر التي كانت في يوم من الأيام أفضل حالا من تلك الأيام التي نعيشها الآن أو ربما بسبب صوت منير الدافئ أو بسبب الحان أغانيه العذبة.

و ظللت أعشق منير حتي اليوم و هذا هو الذي يدفعني لمحاولة حضور أغلب حفلاته و الاستمتاع بأغانيه "لايف" حيث أن منير من المطربين المعروفين بإجادتهم الشديدة للغناء الحي بسبب صوته الجميل الذي لا يحتاج لمنقيات الصوت الذي يستخدمها معظم المطربين الآن لتقوية صوتهم أو ليداروا عيوب أصواتهم مثل "البحة" أو "الخنف" الذي أصبح يميز صوت العديد من مطربي هذه الأيام.

لقد بدأ اليوم بالباذنجان!! نعم بدأ بأكلة سمك فوق الوصف مزينة بالباذنجان المقلي تناولتها في منزل جدة زوجتي حيث أكلت مثلما لم آكل من قبل من كل الأصناف الموجودة علي المائدة.

و بعد هذه الوجبة و شرب الشاي كان لابد من التحرك للذهاب لإحضار التذاكر التي نستها زوجتي، ثم الذهاب إلي "صرح" دار الأوبرا المصرية لحضور حفل محمد منير يوم الجمعة 11 يوليو.

و هنا تسلل السؤال إلي عقلي: ما هو الأكثر متعة: الذهاب إلي الأوبرا مع الجموع الغفيرة لمشاهدة منير أم البقاء في المنزل و أكل كل ما يحلو لي من الباذنجان؟

كنا ثلاثة! أنا وزوجتي و أختها و كان الشغف يملؤنا جميعا و نحن في طريقنا للأوبرا بسبب حبنا الشديد للملك و لأنها المرة الأولي التي تحضر فيها زوجتي و أختها مثل هذه الحفلات.

وصلنا قرب دار الأوبرا في الساعة العاشرة و كان مكتوب علي التذكرة أن الحفلة ستبدأ في العاشرة و لكن لمعرفتي بتلك الحفلات كنت أعرف أن الملك لن يظهر على المسرح قبل الحادية عشرة علي أقل تقدير و تساءلت ما هو الداعي لأن نذهب قبل الحفل بثلاثة ساعات مثلا و انتظار تلك المدة الطويلة في الزحام و الجو الحار.

كان كل شيء علي ما يرام حتي تركنا السيارة و مشينا علي أقدامنا و أضطرتني ظروف الزحام أن أترك السيارة قبل بوابة النادي الأهلي بمسافة كبيرة لأن الطريق المؤدي الي الأوبرا كان مثل الجراج لا تتحرك فيه سيارة واحدة في أي اتجاه. الكل منتظر الفرج بداخل سيارته و كنت أريد حضور الحفل من أوله و لهذا قررت أن نكافح مع المكافحين ونستمتع بالمشي لمسافة طويلة وسط دخان العربات و أبواق السيارات.

و بعد أن رأت زوجتي الأعداد الرهيبة من الشباب "الغير مريح" و التي تتحرك في اتجاه الحفل بدأت في أعطائي أنا و أختها الوصايا العشر و منها ألا نترك يد بعضنا مهما حدث من ظروف و ألا نتحدث مع أي شخص و أن نعتني بمقتنياتنا و نتابعها أكثر مما نتابع منير شخصيا!!

و ذهبنا للباب المخصص لدخول الحفل و كما توقعت كان هناك زحام رهيب علي البوابة و لكن ما لم أكن أتوقعه أنهم تركوا كل بوابات "صرح" الأوبرا و جعلوا الدخول من باب ضيق جدا يسمح بدخول شخص واحد و الأسوأ من هذا أن الباب كان يفتح لثواني ثم يغلق لدقائق و يفتح لأسباب غير معلومة و يغلق لأسباب غير معروفة.

ووقفنا في صف للوصول للباب. لا! لم يكن هذا صفا!! فالصف معناه الوقوف وراء بعضنا البعض في نظام لذلك دعوني أسميها "هوجة". فنحن كنا نقف في تلاحم بشري غريب الشكل بداخله أعداد كبيرة من الشباب اياه .. اقصد "الغير المريح".

و كان الزحام شديد جدا وكأننا في يوم الحشر العظيم حتي أنك لا تستطيع حك أنفك إذا أردت، و لا بد أن يحتك جسدك بالشخص الذي أمامك و الذي خلفك و الذي علي يمينك و طبعا لا تستطيع أن تطلب منه أن يبتعد قليلا و إلا ستسمع ما لا يسرك مثل " أطير يعني!" "يا عم محنا كلنا وقفين سوا أهه" "خليك أنت في الناس اللى معاك (زوجتي واختها)" .

و طبعا كان التواجد الأمني علي أعلي مستوي، فكان هناك أعداد كبيرة من رجال الأمن و الضباط الذين كانوا يقوموا بواجبهم علي أكمل وجه من القهقهة مع الشباب اياه أو معاكسة الفتيات.

و لكن لابد أن أشير أنه كان هناك قلة مندسة في صفوف الشرطة كانت تقوم بعملها فعلا من حماية الحاضرين و تنظيم الصفوف و لكنها كما قلت ليست إلا قلة!!

و بعد أن انحشرنا لمدة من الزمن يعلمها الخالق وحده، لم تتوقف زوجتي خلالها من ذكر "أن الله خير حافظا و هو أرحم الراحمين" حتى دخلنا دار الأوبرا المصرية.

و كان لابد أن نقف قليلا لنرتاح مما تعرضنا له أثناء الدخول، بعدها بدأنا السير في اتجاه الحفل لنجد بوابة أخري عبارة عن ثلاثة "security gates" للتفتيش لمنع دخول الممنوعات لداخل الحفل و هو إجراء شديد الأهمية لحماية الحاضرين من أي خطر.

و بعد أن دخلنا إلى ساحة الحفل رأيت المسرح و الإضاءة المحيطة به و كانت كما عودنا منير علي أعلي مستوي من التقنية.

و لكن المشكلة الأساسية كانت أن المسرح بعيد جدا و محاولة الذهاب بالقرب منه تبدو مثل إلقاء النفس في التهلكة خاصة مع وجود رفقة (حريمي).

و بما أن زوجتي تتمتع بقوة ملاحظة جيدة لمحت مكانا للوقوف فوق رصيف مرتفع قليلا عن الأرض مما يجعل رؤيتنا للمسرح أوضح فذهبنا للوقوف هناك، و كان يقف خلفنا شاب و فتاة من المحترمين القلائل الذين شاهدتهم خلال الحفل، ووقفت زوجتي أمام الفتاة و أنا علي يسارها و أمام زوجتي وقفت أختها "و الوضع الآن أمان" كما يقول الشباب حاليا. و وقفنا في انتظار الملك.

أثناء الانتظار بدأت روائح البانجو و الحشيش في الانتشار في أجواء المكان و كأننا في "مركز شباب الجوزة". هذا بجانب الشباب الذي يصر علي المرور من خلفنا و دفعنا بشدة. و لجأ بعض الشباب "الفتك" لتسلق الشجرة التي كنا تحتها ليحصلوا علي رؤية ممتازة للمسرح. و لم يمنعهم وجودهم فوق الشجرة من التدخين و إلقاء "الطفية و الولعة" علينا من أعلي الشجرة.

و بعد أن قام أثنين من المذيعين بتقديم منير، الذي لا يحتاج إلي تقديم، ظهر الملك علي المسرح و هو يغني أحد أغنياته القديمة الرائعة "هيلا هيلا" و هنا بدأ الجميع في الاستمتاع بالحفل عن طريق الغناء أو الرقص أو التصفيق.

بعدها غني منير أغنية "يونس" رائعة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي و لم أري في حياتي جمهور يغني بهذا الحماس مع أي مطرب من قبل و تلك كانت أقوي و أمتع لحظات الحفل.

و بعدها غني منير "علي صوتك" و مجموعة أخري من أجمل أغانيه تتضمن "ممكن" "وسط الدايرة" "يا أبو الطاقية" "شبابيك" "كان فاضل"

و لكن أثناء هذه الأغاني لم تتوقف روائح المخدرات من حولنا من كل اتجاه و بدت زوجتي في حالة من الرعب الشديد. فلا أظن انه من الطبيعي أو المريح أن تقف في مكان تنتشر فيه من حولك رائحة المخدرات.

و خلال الحفل لم نر أياً من رجال الشرطة يجعل الشباب يمتنع عما هو ضد القانون أو ضد الأخلاق. و فجأة سمعت زوجتي تصرخ صرخ مكتومة إذ رأت فتاتين علي يمنيننا تتعاطيان السجائر "الملفوفة".

و بدأت ألاحظ - و لاحظ منير معي - أنه في بداية كل أغنية يندمج الجمهور بقوة مع منير و لكن بعد مرور ثواني معدودة ينصرف أغلبهم إلي شيء آخر فمنهم من يقفز و يدفع أصدقائه من تأثير المخدرات و منهم من يحاول الانفراد بصديقته حيث لن يلاحظهم أحد وسط كل هذا الزحام حتي أن منير قال للجمهور في الفاصل بين الاغاني " علي فكرة المطربين بيحبوا الناس تشجعهم في وسط الأغاني" و علي ما أظن الرسالة وصلت.

أغلب الموجودين في حفل منير الأخير لم يكونوا جمهور منير الأصلي، فهؤلاء الشباب ذهبوا للحفل و دفعوا الأربعين جنيها ثمن التذكرة ليستمتعوا بالأمان أثناء ممارستهم للأعمال الغير القانونية في حماية الشرطة التي كانت تنتشر علي أبواب الحفل.

منير غني أغاني أخري رائعة مثل "أشكي" و "ممكن" و لكن كان من الصعب الاستمتاع بهذا الطرب في ظل عدم الأمان الشديد و المناظر البذيئة الموجودة في الحفل.

و كانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما شهدت مجموعة من الشباب علي يميني تقوم بلف سجاير المخدرات داخل الحفل!! فالشاب كان يمسك بورقة صغيرة عليها التبغ و بعدها قام بمزج المخدر بالتبغ و أمسك ورقة "البفرة" و لف السيجارة على مرأى و مسمع من الجميع و كان هذا الشباب علي بعد سنتيمترات مني أنا و زوجتي.

بصراحة لم أتحمل الوضع أكثر من ذلك، و بعد مجهود كبير في إقناع أخت زوجتي بترك الحفل قبل نهايته بدأنا في التحرك في اتجاه باب الخروج و تمكنا من الوصول إليه بعد أن تعرضنا لكل ما هو مهين من اختناق و مضايقات و رؤية شباب و فتيات في حالة "سطل" و سكر بين و منهم من تعرض للإغماء أو "hang over" كما يطلقوا عليها.

و بعد الحفل - الذي شعرت أن منير شخصيا لم يستمتع و هو يحيه حيث رأيته في حالات أشد إبداعا و أفضل مزاجا بمراحل عن تلك الليلة - كنا نمشي في اتجاه السيارة و عاد السؤال "اياه" والذي تردد بداخلي قبل الحفل في منزل جدة زوجتي يلح على: هل الباذنجان أفضل أم الذهاب للحفل أفضل؟ و طبعا رغم ولعي الشديد بهذا المطرب العظيم وجدت أن الباذنجان يكسب طبعا!!!


كل الافلام العالمية  نزلها مجانا لا يعرفه غيرنا

0 comments:

Blog Archive