اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

وقف 4 ملايين خط محمول في الجزائر عن العمل

اقدمت السلطات في الجزائر منذ أيام على حملة لإلغاء أكثر من 4 ملايين خط محمول إثر بقاء هويات أصحابها غير معروفة، وتسببت الخطة الجديدة في انعكاسات متباينة بين متعاملي الهاتف النقال الثلاثة: "أوراسكوم" المصرية، "الوطنية" الكويتية و"الجزائرية للاتصالات"، تبعا لما سينجم عن عملية الغربلة من تحديد حجم كل واحدة منها في مرحلة ما بعد انتهاء إلغاء الشرائح في العاشر من أكتوبرالقادم، وبما سيمكّن أيضا من الوقوف على حقيقة موازين القوى في سوق الاتصالات في الجزائر.

تقول "زهرة دردوري" رئيسة سلطة الضبط للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، إنّ 10 بالمئة من أصل 30 مليون مشترك في مختلف شبكات الهاتف الخلوي لا يزالون مجهولين، وهو ما فرض توقيف الخطوط المجهولة، وأوضحت زهرة دردوري أنّ عدد الشرائح المجهولة ضخم ما صنع أوضاعا غير طبيعية جراء الفوضى في التوزيع والبيع العشوائي للشرائح خلال الفترة الماضية.


وأوضحت أنّ معرفة العدد الحقيقي للمشتركين واستبعاد (الوهميين) سيساعد على "تطهير القطاع"، والكشف بوضوح عن كامل الأوراق، بعدما ظلت المسألة رهينة حرب كلامية بين إدارات أوراسكوم والوطنية بجانب الجزائرية للاتصالات، وتشكيك إدارات كل واحدة منها في عدد مشتركي منافساتها، علما أنّه قبيل بدء إلغاء الأربعة ملايين خط مجهول، ظلت "جازي" (العلامة التجارية لأوراسكوم تيليكوم) تحافظ على المقدمة بـ14 مليون مشترك، متبوعة بمؤسسة "موبيليس" التابعة "للجزائرية للاتصالات"، التي تمتلك حوالى ثمانية ملايين مشترك، فيما تأتي نجمة (العلامة التجارية للوطنية الكويتية) ثالثة بثلاثة ملايين مشترك، ونشير هنا إلى أنّ رقم أعمال موبيليس بلغت 40 مليار دينار، وجازي 125 مليار دينار ونجمة 25 مليار دينار.

التموقع في أفضل رواق
تسعى جازي كما نجمة وموبيليس كي تكون مرحلة ما بعد إلغاء الشرائح "بردا وسلاما على كل وحدة منها"، وفيما تراهن الأولى على تعزيز صدارتها ودعم استقرارها، تسعى موبيليس ونجمة إلى تذليل الفارق الذي يفصلهما عن جازي، والبقاء في منأى عن إفرازات إلغاء الشرائح المذكورة.

وتتحدث مراجع إعلامية جزائرية عن "تحفظات" أشهرتها سلطة الضبط تجاه تعاطي إدارة جازي مع الشرائح المجهولة، ما جعل السلطات تستدعي مدير جازي الجديد "ثامر المهدي" لتقديم إيضاحات بهذا الشأن، بينما يقول "حميد قرين" المتحدث باسم جازي، إنّ فرع مجموعة ساوريس في الجزائر لا يخشى مما سيترتب عن العملية، طالما أنّ هناك 400 ألف شريحة فقط محسوبة على جازي يُجهل أصحابها، لكنّ قرين أوضح لـ"إيلاف" أنّ شركته ستتوصل إلى نتائج مرضية على هذا الصعيد قبل انقضاء الأجل المحدد، وتعتمد أوراسكوم على إمكاناتها اللوجستية الضخمة في استيعاب المشتركين عبر الولايات الجزائرية الـ48، حيث تمتلك أوراسكوم لوحدها 71 مركزا و15 ألف نقطة بيع بنحو 35 ألف موظف، مع الإشارة إلى أنّ رقم أعمال المجموعة المصرية مقدّر بحدود 1.8 مليار دولار.

بالمقابل، يبدو وضع مجموعة نجمة (العلامة التجارية للوطنية الكويتية) أقلّ استقرارا، رغم نجاحها في تسوية مليون شريحة خلال الفترة الماضية، لكن إدارة نجمة تبدي انشغالا بـ90 ألف شريحة مهددة بالإلغاء ما لم تنجح في التعرف إلى هويات أصحابها وتسوية أوضاعهم في غضون الأسبوعين القادمين.

ويقول "رمضان جزايري" مدير الماركتينغ والعلاقات العامة على مستوى نجمة، إنّ العمل جار على قدم وساق على مستوى مختلف وحدات نجمة للتوصل إلى تسوية أوضاع مشتركيها، وحرص جزايري على أنّه لن يتم التفريط في المشتركين غير المعروفين، إذ تريد المجموعة تعليق هذه الشرائح وتأخير إلغائها إلى ما بعد انقضاء شهر دون التمكن من الوصول إلى أصحابها.

ومنذ حصول "نجمة" على الرخصة الثالثة للهاتف النقال في الجزائر العام 2004، استهلكت مخصصات زادت عن 130 مليون دولار، بالإضافة إلى أغلفة ضخمة أنفقت على خدمات الوسائط المتعددة على غرار خدمة الانترنت، لكن عدد مشتركيها ظلّ أقل، ما جعلها متأخرة عما حققته "جازي" و"موبيليس".

من جهته، لفت "محمد دهاس" مستشار الرئيس المدير العام لشركة "موبيلس"، إلى أنّ أكثر من مليوني شريحة مجهولة جرى تسويتها، حيث تمكنت الشركة المملوكة للحكومة من تسوية أوضاع 2.3 مليون مشترك، ويشير "عبدو سليمان" مسؤول القسم التجاري على مستوى موبيليس، إلى أنّه حال استكمال عملية تسوية نصف مليون شريحة أخرى، فإنّ موبيليس ستدعم مركزها الثاني بـ8.5 ملايين مشترك.

حسابات الربح والخسارة
يرى مراقبون لسوق الهاتف الخلوي في الجزائر، أنّ "جازي" ستغدو الرابح الأكبر في عملية تحديد الشرائح الملغاة، طالما أنّ المتعامل المصري الذي حرص على التعاقد مع زبائنه منذ اقتحامه السوق الجزائرية العام 2002، لن يتأثر إلغاء الشرائح المجهولة مثل "الوطنية" الكويتية و"الجزائرية" للاتصالات، تبعا لنجاح فرع أوراسكوم في تحصين شبكته ضدّ "المشتركين الوهميين" وعدا بضعة آلاف يمكن له إدراجها بحلول العاشر من الشهر المقبل، لتدعم مجموعة "جازي" إحرازاتها منذ تمكنها من ربط اتصالات "الرومينغ" مع 320 مؤسسة اتصالات في 134 دولة، وهو ما سمح لها بضمان نوعية خدمات وتغطية بلغت 97 بالمائة ترشح جازي لاستيعاب 15 مليون مشترك في غضون الفترة القادمة، ما يعزّز تواجد أوراسكوم تيليكوم في صدارة منظومة الهاتف النقّال في الجزائر.

بالمقابل، يبدو وضع موبيليس ونجمة الأكثر حرجا، وقد تخسر كل مجموعة الكثير إذا لم تنجحا في النأي عن ثلاثة ملايين شريحة مجهولة الهوية – محسوبة عليهما- عن شبح الإلغاء، ويمكن في حال تجسّد هذا السيناريو أن تسقط موبيليس ونجمة في مأزق التراجعات، ما يعبد الطريق أمام جازي لدعم سيطرته على السوق وتعميق الفوارق التي كانت تفصله عن أقرب المنافسين موبيليس.

وخلف حسابات الربح والخسارة، من شأن عملية تحديد الشرائح المجهولة أن تحدد وعاء المتعاملين الثلاثة على وجه دقيق، ووفق بيانات نُشرت قبل ثلاثة أشهر، فإنّ إجمالي عدد مشتركي الهاتف الخلوي في الجزائر كان بحدود 28 مليونا، وإذا ما تأكّد إلغاء أربعة ملايين مشترك وهمي، فإنّ ذلك معناه تحديد الحجم الحقيقي للمشتركين بـ24 مليونا، علما أنّه كان لا يتعدّى 86 ألف مشترك قبل ثماني سنوات، ما جعل الجزائر الثانية عربيا بعد مصر، بعدما ارتفع رقم أعمال سوقها للاتصالات إلى مستوى5 مليارات دولار وهو ما يمثل 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للجزائر.

وبحسب بيانات وزارة البريد وتكنولوجيات الإتصال الجزائرية، فإنّ معدل الكثافة الهاتفية في الجزائر انتقل من 6 بالمائة سنة 2000 إلى 92 بالمائة سنة 2008، ما يرشح الجزائر لاستباق الأفارقة في ميدان الاتصالات الهاتفية، علما أنّها تتواجد بين ثلاثة بلدان إفريقية في صدارة القارة السمراء رغم شساعة مساحتها الجغرافية، علما أنّ عدد المشتركين في الهاتف في الجزائر، المقدّر بحدود 27.53 مليون مشترك، يمنح نسبة تغطية بواقع 81.5 بالمئة، وهو ما يعد معطى مهما مقارنة مع دول الجوار.

0 comments:

Blog Archive