اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

باشا وبيه ونجم ودكتور وباشمهندس

ثورة يوليو ألغت الألقاب، ولم يعد هناك باشا أو بيك، وظل فقط لقب أستاذ ليطلقه عامة الناس على المتعلمين والأفندية تمييزاً لهم عن التجار.
كان أنور السادات يكره هؤلاء الأفنديات والمثقفين ويسميهم أصحاب الياقات البيضاء، كناية عن القميص الأبيض الذي يرتديه الأفندي عادة تحت جاكيت البدلة، ولأن السادات هو أيضاً بطل الحرب والسلام والانفتاح السداح مداح ، فقد عادت الألقاب مرة أخرى إلى أفواه المصريين في عهده مع تبديل بسيط فيمن تطلق عليهم هذه الألقاب.
وبدأ إطلاق اسم الباشا من جديد ولكن على ضباط الشرطة، وامتد الآن ليشمل الأمناء وكل من يرتدي البدلة الكاكي، وأصبح لقب الباشمهندس يطلق على أصحاب الورش وبعض الحرفيين المتحذلقين، وخاصة "الصنايعية" و"الميكانيكية "، والوحيد الذي لايطلق عليه هذا اللقب من بين أصحاب المهن الحرة هو الحلاق!.
أما لقب "بيه " فهو حكرالآن على رجال الأعمال وأعضاء المجالس النيابية وكل صاحب حظوة أو سطوة أو مال .
وبات شيئا عادياً الآن أن تجد مذيعاً في التليفزيون يخاطب رجل أعمال أو وزير أو عضو مجلس شعب فيقول له يا فلان بيه، بل و يحرص هؤلاء حين يستضافون معاً على شاشات التليفزيون على أن يخاطبوا بعضهم البعض بهذا اللقب، شوف يا محمود بيه.. وأنا رأيي يامحمد بيه، و كأن الأمر قد أصبح حقاً مكتسباً أو صفة رسمية حصلوا عليها من دون التقرب إلى حاشية الملك أو خسارة مبلغ معلوم على ترابيزة القمار مع الحاكم، كما سمعنا كثيراً عن الطريقة التي كانت تمنح بها الباشوية والبكوية في عصر ملوك أسرة محمد علي، و آخرهم بالطبع الملك الراحل فاروق!
ولأن المصريين يحبون الألقاب جداً ولا يستطيعون أبداً الاستغناء عن تداولها ومناداة بعضهم البعض بأسمائهم المجردة مثل بقية شعوب الأرض، فقد اخترعوا ألقاباً جديدة تسمعها منهم في كل مكان، في الشارع وأماكن العمل ووسائل المواصلات، وأحدثها انتشاراً لقب يانجم، ويا مدير ويادكتور ويا مولانا .
وبالطبع فلا أحد ممن يطلق عليهم هذه الألقاب يستحق اللقب أو ينطبق عليه، فلا النجم في الحقيقة نجم أومشهور، ولا الدكتور دكتور، ولا مولانا شيخ أزهري أو غير أزهري، أو الحاج قد حج من الأساس، فقد اصطلح الناس من زمان على إطلاق لقب حاج على كل طاعن في السن، وعلى كل من يرتدي جلابية يا عمدة، وعلى أي بائع يا معلم، وعلى أي حد في الدنيا يا ريس ، رغم أن كلمة "ريس"هذه كانت تطلق زمان على"المركبي" أو صاحب المركب .. لكنه الهوس بالألقاب.
ويبدو أن فوضى الألقاب التي عمت الشارع المصري منذ سنوات ليست سوى جزء من الفوضى العارمة التي أصبحت تحكم حياتنا والعشوائية في كل شئ حتى في مظاهر التقدير والتبجيل والاحترام

0 comments:

Blog Archive