اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

التعذيب في قسم شرطة الزاوية الحمراء


عيش سكان منطقة الزاوية الحمراء مأساة يومية علي يد أمناء شرطة قسم شرطة الزاوية الحمراء الذي تحول إلي مقر للبلطجة «الرسمية» في القاهرة.. فكل أسبوع يمر علي المنطقة يسقط عدد من سكانها ضحايا لأمناء شرطة القسم الذين لا يكتفون بفرض الاتاوات الاجبارية علي العاطلين والمحال التجارية بالمنطقة، لتصل سطوتهم لحد وضع تسعيرة للاتاوات تبدأ من 150 جنيها عن كل فرح في المنطقة، بالإضافة لجرائم السرقة بالاكراه التي يتعرض لها سكان الزاوية ليلا ونهارا وعندما يتجرأ أي شخص علي الاعتراض يكون مصيره الانتقال إلي المشرحة الشهيرة باسم قسم الزاوية لتبدأ هناك وصلة جديدة من فنون التعذيب يتم بعدها تحرير محاضر ملفقة من كل شكل ولون لهذا الشخص.

أولي الوقائع التي ترصدها «الفجر» كانت في شهر ديسمبر الماضي فأثناء إحدي الهجمات التي اعتاد أمناء القسم علي القيام بها ضد السكان تصادف مرور شاب يدعي محمد صالح إسماعيل، ورغم أنه لم يكن طرفا في أي خلاف مع الأمناء لم يحاول حتي الدفاع عن الضحايا الذين كانوا يتعرضون للتعذيب علي يد أمناء الشرطة في عرض الطريق إلا أنه وجد نفسه بدون إرادة طرفا في معركة أمناء الشرطة وأهالي المنطقة.

في البداية طلب منه أمين الشرطة إبراز بطاقته الشخصية وأثناء إخراجه لها فوجئ الشاب بأمين الشرطة يمطره بوابل من الشتائم والسباب وهو ما أثار غضب الشاب خاصة عندما وصلت الشتائم إلي التعرض لشرف الأم، وعندها تدخل أمينا شرطة آخران لمساندة زميلهما في وجه ثورة الشاب، الذي انقضوا عليه وطرحوه أرضا وبدأوا في ركله بأقدامهم في وجهه وجسده وسط الشارع، واستمروا في توجيه الشتائم إليه، ثم اصطحبوه إلي قسم شرطة الزاوية ليقوموا هناك باهدار ما تبقي من كرامته، وهو ما نتجت عنه إصابات متفرقة في جسده قام بإثباتها عن طريق الطب الشرعي.

وقام أمناء الشرطة الثلاثة بتحرير المحضر رقم 18516 لسنة 2007 جنح الزاوية للشاب محمد صالح اتهموه فيه بسرقة أحد الأشخاص بالإكراه وفرض الاتاوة عليه والاعتداء عليه بالضرب مما تسبب في إصابته ودخوله المستشفي، وكانت المفاجأة التي ظهرت في تحقيقات النيابة هي أن الشخص الذي تم اتهام محمد بفرض الاتاوة عليه هو في الأساس ضحية لأمناء الشرطة أنفسهم، فبعد خروج الشاب من المستشفي توجه ليبرئ محمد من الاتهامات المنسوبة إليه.

لم تكن قصة محمد صالح هي الأخيرة في السجل الأسود لأمناء شرطة الزاوية الحمراء، فأهالي المنطقة لم يتوقفوا يوما واحدا طوال العامين الماضيين عن تقديم شكاوي لجميع الجهات والأجهزة الأمنية، لمطالبتهم برفع سطوة أمناء شرطة القسم عنهم، والغريب أن جميع هذه الشكاوي لم تجد من ينظر إليها بعين العطف، وهو ما أدي لتفاقم اعتداءات أمناء شرطة القسم علي السكان بشراسة أكبر، فلم يعد أمام السكان سوي الخضوع لابتزاز الأمناء خوفا من بطشهم.

وفي يوم الثلاثاء الماضي شهد أهالي المنطقة واقعة اعتداء جديدة، بدأت تفاصيلها عندما أعلن أحد سكان حي القصيرين بالزاوية الحمراء بين سكان المنطقة أنه يرغب في بيع الموتوسيكل الخاص به بمبلغ 3500 جنيه، لكن لسوء حظه علم أحد أمناء الشرطة بالأمر فقرر شراء الموتوسيكل بـ600 جنيه فقط، وهو ما رفضه صاحب الموتوسيكل تماما، ضاربا عرض الحائط بتهديدات أمين الشرطة له.

وهو ما أثار غضب أمين الشرطة الذي لم يعتد من قبل أن يجرؤ أحد سكان الزاوية علي مخالفة أوامره فما كان منه إلا أن ترك صاحب الموتوسيكل في المقهي الذي يعمل فيه وتوجه إلي قسم شرطة الزاوية الحمراء ليعود مصطحبا معه ضابطاً من القسم واثنين آخرين من أمناء الشرطة بالقسم الذين قرروا أن يكون صاحب الموتوسيكل عبرة لباقي سكان المنطقة، وقامت قوة الشرطة باقتحام المقهي وهم شاهرون أسلحتهم الميري ليخبروه بأن عرض شراء الموتوسيكل الخاص به تغير، وأن عليه تسليم الموتوسيكل والرخص الخاصة به بدون أي مقابل مادي.

إلا أن صاحب الموتوسيكل أصر علي موقفه، لتنطلق عندها شرارة المواجهة بين أهالي القصيرين بالزاوية الحمراء وبين قسم الشرطة، وكانت البداية عندما ضرب أمين الشرطة صاحب الموتوسيكل بكعب مسدسه الميري علي رأسه، وعندما حاول رواد المقهي الدفاع عنه بدأ الأمناء الثلاثة في إطلاق الأعيرة النارية من أسلحتهم الميري في الهواء لتخترق الرصاصات تندة المقهي ونوافذ الشارع، وهو ما تسبب في اشاعة الذعر بين أهالي المنطقة وتحول الأمر بعد ذلك لمحاولة أمناء الشرطة الثلاثة لقمع تمرد سكان المنطقة ضدهم لمعاقبتهم علي مساندة صاحب الموتوسيكل فبدأوا في اصطياد المارة من أهالي المنطقة وقاموا بتجريدهم تماما من ملابسهم في وسط الشارع وسحلهم ودهس وجوههم في الأرض بأحذيتهم الميري ثم توعدوا سكان المنطقة بالانتقام منهم وأعلنوا أنهم لن يتركوا رجلا واحداً في هذه المنطقة وبعد الانتهاء من حملة التأديب عاد الضابط والأمناء الثلاثة إلي قسم الزاوية الحمراء مصطحبين معهم صاحب الموتوسيكل وأربعة آخرين من زملائه وهناك تم تحرير المحضر رقم 13929 لسنة 1008 جنح الزاوية ضد الخمسة بتهمة مقاومة السلطات، رغم أن صاحب الموتوسيكل كان مصابا في حادث سيارة ويضع يده وقدمه في الجبس وبعد أن تم تحرير المحضر ضد الخمسة في قسم شرطة الزاوية رفض ضباط القسم عرضهم علي النيابة في صباح اليوم التالي محاولة منهم احتجازهم لأطول فترة ممكنة حتي يأخذوا نصيبهم من الضرب والتعذيب داخل القسم وتم منع أهالي المتهمين من زيارتهم في القسم بالإضافة لمنع الطعام والشراب عنهم لمدة يومين كاملين. وبعد هذه الواقعة قام أهالي الزاوية الحمراء بتقديم شكوي للمحامي العام برقم 166 لسنة 2008 عرائض شمال القاهرة يتضررون فيها من أمناء شرطة القسم من محاولاتهم الدائمة لتلفيق الاتهامات لأهالي الزاوية الحمراء
اذا اعجبتك موضوعاتنا فاشترك في القائمة البريدية بالاعلى على اليسار ليصلك جديدنا يوميا

0 comments:

Blog Archive