اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

الجلد أحسن من العيشة فى مصر

على ناصية شارع المستشار محمد فتحى نجيب يبدو الزحام معتاداً، مجموعة من المصريين يتراصون إلى جوار القنصلية السعودية فى انتظار التأشيرة أو لاستكمال بعض الأوراق. منذ التاسعة صباحاً وحتى انتهاء مواعيد العمل فى الثالثة مساءً لا تهدأ حركة المصريين خروجاً ودخولاً ووقوفاً، غير مبالين بقضية جلد الطبيبين المصريين فى السعودية وهى القضية التى أثارت - ولاتزال - الرأى العام.
حربى عدلى، أحد المصريين الواقفين على باب القنصلية ترك قريته فى محافظة سوهاج منذ أسبوعين، واستأجر شقة فى شبرا، ومنذ عامين يسعى للحصول على تأشيرة سفر إلى السعودية للعمل سائق نقل، نظر «حربى» إلى الإيصال الذى تسلمه من موظف القنصلية وسأل بائعاً يفترش الأرض إلى جواره: «هو يوم ١٨ بالهجرى يبقى كام بالميلادى» فلم يجد إجابة، فغمغم: «يعنى هما لازم يدونا ورق فيه ميعاد استلام التأشيرة بالهجرى».
فكر «حربى» فى السفر إلى السعودية لكى يكوّن نفسه: «أشتغل بره سواق أحسن ما اشتغل هنا، هناك هاخد ١٥٠٠ ريال فى الشهر، هنا ممكن أشتغل يوم وملاقيش شغل باقى الأسبوع، وأقعد أمد إيدى لده ولده، ما أنا أسافر وأستريح أحسن».
مصطفى عادل شاب ظل والده يعمل فى السعودية حتى تخرج هو فى كلية التجارة، جلس «مصطفى» على رصيف القنصلية فى انتظار التأشيرة التى أرسلها له والده: «أنا عارف إن الناس هناك ماسكة وشديدة وبتاعة شغل مش زينا.. وعارف إن فيه دكاترة بيتجلدوا..

لكن مفيش واحد هنا عايش مرتاح.. أنا أتجلد بره بدل ما أقعد كل يوم هنا بتفرج على شبابى وهو بيضيع»، ووسط هذه الحالة التى يعيشها الباحثون عن فرصة عمل على باب الفنصلية جلس محمد المنياوى «٤٥ عاماً»، إلى جوارهم فى انتظار تأشيرة لإخوته الذين يعملون مرافقين للحجاج، وهى مهنة موسمية جيدة، من وجهة نظره، لذا ظل يعمل بها لمدة ١٠ سنوات.

«المنياوى» يرى أن مصر هى المسؤولة عن إهانة أبنائها فى الداخل والخارج: «السفارة المصرية كانت فين من ساعة ما بدأت التحقيقات مع الدكاترة اللى بيتجلدوا، افتكروا بس لما بدأوا يتجلدوا، المصريين بره بيتعاملوا فى سفارتهم على إنهم ناس درجة تانية، يقفوا فى الطابور والجنسيات الأجنبية هى اللى بتدخل قبلهم، لكن بص السعوديين بيعملوا إيه..
أى أجنبى يقف فى الطابور واللى معاه جواز سفر أبوسيفين ونخلة بيخش من الباب من غير طابور.. وبعدين الملحق الإعلامى فى القنصلية هنا قال إنه مابيعلقش على أحكام القضاء فى مصر، فماحدش يعلق على الحكم اللى هناك.
فى أحد أركان الشارع جلس عم عبده حسين «٥٦ عاماً» بأدوات مسح الأحذية ليمارس عمله اليومى منذ ٣ أعوام، بعد أن منعه رئيس الحى من العمل فى شارع قصر العينى.
يدق «عبده» على صندوقه الخشبى متمنياً أن يفى موظفو القنصلية بوعودهم التى تزول بمجرد أن ينتهى من مسح أحذيتهم، ما يتمناه «عبده» هو الحصول على تأشيرة لأداء العمرة فى رمضان، لكنه يشك فى أن يلتفت إليه أحد: «المصريين علموا الخلايجة اللؤم، مبقاش فيه دلوقتى سعودى بيطلع فلوس زى زمان.
حال سيد محمد (٤٨ عاماً) كان أفضل كثيراً من «عم عبده» فهو قزم يعانى من مشاكل خلقية فى وجهه، يركض فى الشارع بحيوية، يحيى موظفى القنصلية السعوديين بعبارات ضاحكة: «يا غزال يا أسمر»، «الأخضر هو اللى هيكسب»، «حياك الله يا أبو عقال»، يمسح سياراتهم ويمد يديه طالباً: «إدينى حاجة يا باشا». ورغم التصاق «سيد» بالقنصلية ومعرفته موظفيها بالاسم فإنه يجهل قضية الطبيبين المصريين».
المصري اليوم

0 comments:

Blog Archive