اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

وسوزان تميم مرة اخرى


المقال الاخير الذي نشر للكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر ويسرد فيه بعض التفاصيل المهمة عن القضية والاشخاص المرتبطين بها وعادل حمودة كما هو معروف كاتب مطلع ولديه مصادره الخاصة وهذا نص المقال كما نشرته جريدة الفجر
قضية قتل سوزان تميم قضية متعددة الجنسيات.. فالقتيلة لبنانية.. والمتهم بالقتل والمتهم بالتحريض مصريان.. والشهود يحملون جنسيتي بريطانيا وفرنسا .. ومكان الجريمة دولة أخري هي إمارة دبي.

ولو كان المصريان محسن السكري وهشام طلعت مصطفي متهمين بالقتل والتحريض فإن زوج القتيلة عادل معتوق شاهد يحمل الجنسية الفرنسية.. بحكم أنه يمتلك «كباريه» أوسكار في شانزليزيه باريس.. كما أن آخر اصحاب الضحية وهو شاهد آخر كان ملاكما عراقيا يحمل الجنسية البريطانية.

قضية بذلك التعقيد والتشابك لن تنظر بسهولة.. ولن يحكم فيها بسرعة.. ولن تفقد مفاجآتها الخصوبة.. ولن تكون نهايتها أقل إثارة من بدايتها.. ولن يكون غموضها أقل إثارة من كشفها.

ستحقق هذه القضية نوعا من الوحدة العربية.. فلا يمكن أن يحظي المتهمون فيها بفرص كاملة للبراءة إلا إذ تعاون محاموهم في مصر مع محامين في بيروت ودبي ولندن.. كما أن الأمر يحتاج إلي ما هو أهم.. مكاتب تحريات محترفة تصل إلي ما لم تصل إليه جهات التحقيق الرسمية.. فشخصية القتيلة بتعدد علاقاتها.. والزوار الكبار لفراشها.. والثروات المتراكمة التي حققتها.. قد تجعلنا أمام فيلم لغز بوليسي علي طريقة " كولومبو ".. يبدو فيه المتهم بريئا.. والبريء متهما.. مهما سطعت الأدلة وبرقت البراهين.

بل إن مفاجآت القضية ظهرت في التحقيقات جلية.. فالمتهم محسن السكري ينكر أنه قتل سوزان تميم.. وكل ما قاله : إنه "اشتغل" هشام طلعت مصطفي.. وتعبير "اشتغل" تعبير شائع علي لسان جيل الكافيهات.. يعني النصب.. وإطعامه " الأونطة ".. كي يخرج منه بثروة لن يحصل علي مثلها لو مشي في طريق مستقيم.. وهو ما ناله فعلا.. مليونا دولار.. أكثر من 11 مليون جنيه.. لكن.. ليس ليقتل.. علي حد أقواله.. وإنما يدبر لها مصيبة.. وضع كوكايين في برواز من الجلد والخشب يقدمه إليها وهي في شقتها بدبي بصفته مندوب الشركة العقارية التي اشترتها منها.. ثم يكون هناك من يتولي إبلاغ السلطات عنها.. ليقبض عليها بالجريمة التي لا تغتفر في تلك البلاد.. وهو ما قال إنه فعله.. ثم ترك فندق هيلتون الذي كان ينزل فيه ليقيم مع صديقة أوكرانية أربعة أيام قبل أن يأخذ طريق عودته إلي القاهرة.. لكن.. صديقته الأوكرانية التي تحمل دليل البراءة علي حد قوله.. اختفت ولم يعد لها وجود.

إنها نفس الخدعة التي أطعمها نجيب ساويرس في العراق.. حيث دبر عمليات اختطاف وهمية لبعض العاملين في شركة المحمول التي يمتلكها هناك.. وحصل علي نصف الفدية.. لكنه.. خرج بعد ذلك من الشركة.

وما أغراه باشتغال هشام طلعت مصطفي أنه وجده يصرف بهبل علي سفرياته إلي لندن لمراقبة سوزان تميم وتدبير محاولة للتخلص منها هناك علي طريقة سعاد حسني وأشرف مروان.. وهي الطريقة التي اصبحت معتمدة للتخلص من المصريين في بلاد الضباب والغياب.

لكن.. المثير للسخرية والضحك أنه يضيف في التحقيقات عدم معرفته بالهيروين.. ولا يعرف ما إذا كان مباحا الخروج به من مطار القاهرة أم مجرما؟.. وهو سؤال فيه ادعاء السذاجة من ضابط بوليس خدم في جهاز أمن الدولة وحصل علي فرق تدريب راق في الداخل والخارج ونال نحو 26 شهادة تقدير.

بل أكثر من ذلك يعرف " شلة " من أبناء الباشاوات الجدد يندر أن يوجد بينهم من لا يشم.. كان يوفر لهم أجنحة في الفورسيزونز يعيشون فيها حياتهم.. وواحد منهم قضي هناك ثلاثة شهور بعد أن خانته زوجته التي علمها الشم مع طيار صديق لهما.. ويعرف السكري أكثر من غيره من يأتي إليهم بالبودرة.. ومن ينال فرق السعر بين التاجر والمدمن؟.. ومن يحقق أرباحا طائلة من وراء ذلك.. خاصة إذا عرفنا أن حفلة الشم الواحدة قد تكلف أكثر من خمسين ألف جنيه كانوا يجمعونها من جيوبهم بعملات مختلفة.. دولارات وريالات ويوروهات وجنيهات.. حسب التساهيل.

ومفهوم أن يسجل السكري مكالمات التحريض بينه وبين هشام طلعت مصطفي.. لكن.. غير المفهوم أن يسجل له مكالمات سبقت العملية.. فعندما يأتي صوت رجل الأعمال قائلا له: "عايزك في مسألة حياة أو موت".. قبل أن يكشف له المسألة.. ويسجل السكري هذه المكالمة فمعناه أن التسجيلات سبقت الاتفاق.. بل إن التسجيلات صفة من صفات السكري يقوم بها مع كل من يتحدث إليه خاصة من رجال الأعمال لعله يستفيد منها.

لكن.. محامي السكري المستشار عاطف المناوي أنكر أمام عمرو أديب ومفيد فوزي في برنامج القاهرة اليوم أن تكون التسجيلات التي نشرت نصوصها صحف الخميس الماضي اليومية حقيقية.. ووصفها بأنها كانت صنع خيالات صحفية.. وإن لم ينكر أن موكله سجل ما بينه وبين المتهم بالتحريض من مكالمات.. بدعوي أنه لو وقع لا يقع بمفرده.. أو بدعوي أن هشام طلعت مصطفي واصل ولن يضروه مهما حدث.

وينكر السكري أنه اشتري خنجرا كالذي كان يستخدمه في عمليات القوات الخاصة وقت أن كان واحدا من افرادها.. وقال في التحقيقات : إن ما اشتراه مطواة شهيرة تسمي " سويس نايف ".. تباع في المحلات التي تبيع أدوات الرحلات وتسلق الجبال وأنها تضم بجانب سلاح أبيض لا يزيد علي ثمانية سنتيمترات «فتاحة علب وفتاحة زجاجات».. ورغم أن شرطة دبي تؤكد أن السلاح المضبوط هو سلاح الجريمة إلا أنها لم ترسل به بعد إلي جهات التحقيق في مصر.

ويعترف السكري في التحقيقات بارتكابه جريمتي التزوير والتضليل.. فقد حصل علي صورة من العقد الذي اشترت به الضحية شقتها في دبي وأخذ علامة الشركة العقارية البائعة واستخدم العلامة في تزوير خطاب الشكر الذي وضعه أمام عدسة باب شقتها ففتحت له الباب ليسلمها الخطاب والبرواز ويتركها في سلام.. علي حد قوله.

لكن.. فات السكري أن يذكر في التحقيقات كيف عرفت سوزان تميم أن الشركة سترسله مندوبا عنها ومعه الخطاب والهدية؟.. لقد حدث ذلك عبر رسالة بالبريد الإلكتروني خرجت من كمبيوتر الشركة إليها.. ومن ثم توقعت زائرا.. لكنها لم تتوقع قاتلا.. وقد قبضت السلطات في دبي علي صاحب الشركة وهو بريطاني الجنسية ولم يستطع أن يفسر كيف خرجت الرسالة الإلكترونية من شركته ولا من قام بإرسالها؟.. وهو ما يعني أن هناك شريكا خفيا في العملية.. ربما يعرفه السكري.. وربما لا يعرفه.

ورواية السكري تحاول إيهامنا بأنه اكتفي بدس المخدرات في بيتها.. وأن هناك من جاء بعده بعدة أيام وقتلها.. واستخدم الصور والأفلام التي وجدت له في تلفيق التهمة له.. وهو تصور لم تأخذ به النيابة.. بدليل أنها أحالته هو وهشام طلعت مصطفي إلي محكمة الجنايات.. فهل ينجح محاموه في أن يثبتوا أمام المحكمة ما عجزوا عنه أمام النيابة؟.

ويعترف السكري بأنه اشتري ملابس رياضية من مول تجاري في دبي ودفع الثمن ببطاقته الائتمانية.. لكنه.. يؤكد في التحقيقات أن هذه الملابس موجودة في بيته.. ولا علاقة لها بالملابس التي وجدت بجانب شقة القتيلة.. ونسبت إليه.. وكأنه يريد أن يقنعنا بأن القاتل يرتبط بشخصية مهمة دبرت الأمر وكأن السكري هو الجاني.. ولو صح ذلك لخرج براءة بصفته فاعلا.. وتبعه هشام طلعت مصطفي بصفته محرضا.. لكن.. ذلك كله استباق للاحداث واستعجال لمفاجآتها.

وقال السكري في التحقيقات إنه عاد إلي القاهرة يوم 27 يوليو لأن شركته المتخصصة في حراسة الشخصيات المهمة (شركة في اي بي) كانت تنتظر مهمة لها في شرم الشيخ في اليوم التالي.. وتصادف أن التقي بهشام طلعت مصطفي في ذلك اليوم في شرم الشيخ ايضا.. حيث كان علي موعد مع نفس الرجل المهم الذي يحرسه السكري.. ويضيف السكري في التحقيقات : إنه أبلغ هشام بتنفيذ ما اتفقا عليه وهو دس الهيروين لها دون أن يقتلها.. فإذا بهشام يقول له : مالكش دعوة.. عليك أن تسكت.. اقفل بقك.. ثم قدم له حقيبة من النوع الخاص بحمل النقود وضع فيها المليوني دولار التي قال للمحقق المستشار مصطفي خاطر إنهما ثمن صمته التام.

والصمت التام درجة من درجات الصمت لا يتمتع بها السكري فهو يميل إلي الثرثرة فيما يفعل وفيما يعرف.. وكأن الثرثرة تعطيه نوعا من النشوة والأهمية وسط شلل الأثرياء التي لا تفارقه.

لكن.. لماذا اعترف السكري بأنه ارتكب الجريمة وافرط في تفاصيلها إلي درجة أذهلت جهاز الشرطة من الوزير إلي الخفير ثم عدل عن أقواله أمام النيابة منكرا أنه فعل ما سبق أن اعترف به؟.. الإجابة قالها للنيابة : " إنه ضابط بوليس ويعرف ما سيفعله به زملاؤه لو لم يقل لهم ما يريدون؟ ".. إن وفر علي نفسه وجع القلب.. وقسوة الألم.. وخدعهم.

إن القضية مثل جبل الجليد الطافي ما يظهر منه حتي الآن لا يساوي شيئا بجانب ما يختفي تحت سطحه.. لكن.. المؤكد حتي الآن أنها أفسدت بما فيها من نميمة تتجاوز الغنيمة كل مسلسلات

0 comments:

Blog Archive