اخبار لم تسمع عنها وفيديوهات لم تشاهدها واصدقاء بانتضارك على الشات

شاهد بيتك او مدينتك عبر القمر الصناعي

وزير التعليم واعادة طابور الصباح

لبــيــب الســـبـاعي
في أول أيام العام الدراسي توجه تلاميذ مدرسة زايد إلي مدرستهم ووقفوا في طابور الصباح وهتفوا بكلمات النشيد الوطني مع تحية علم جمهورية مصر العربية ثم انتقلوا بعدها إلي فصولهم الدراسية استعدادا لتلقي حصص الدراسة التي بدأت مع العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك‏.‏

وفجأة اقتحم المدرسون الفصول يطالبون التلاميذ الصغار بالعودة سريعا إلي فناء المدرسة‏!!‏ وإذا بناظر المدرسة وهيئة التدريس يطلبون منهم تكرار الطابور الذي وقفوا فيه صباحا وأن يؤدوا مرة أخري نفس المراسم من تحية العلم والنشيد الوطني والهتاف بحياة جمهورية مصر العربية‏!!‏ والسبب هو أن السيد الدكتور وزير التربية والتعليم يسري الجمل قرر في أثناء عودته من الإسكندرية‏_‏ حيث يقضي معظم أيام السنة‏_‏ أن يزور المدرسة التي لسوء حظ تلاميذها تقع في طريق عودة سيادة الوزير‏.‏

ولأن زيارة الوزير تتم في أول العام الدراسي فإن الطقوس تقتضي أن يشاهد سيادته الفيلم من بدايته‏..‏ والحكاية سهلة المدرسة مدرستنا والتلاميذ تلاميذنا والطابور طابورنا‏!!‏ يعني مفيش مشكلة‏..‏ نقدر نرجع الشريط من بدايته ويقوم التلاميذ بتمثيل مشهد طابور الصباح مرة أخري في شمس الظهر الحارقة‏!!‏ وتفقد الوزير مسرورا مبتسما كعادته طابور الصباح‏_‏ في عز الظهر‏-‏ دون أن ينظر إلي ساعة يده ليعرف أن هذا الطابور كلاكيت ثاني مرة في نفس اليوم وأنه طابور لنفاق الوزير ولتعليم التلاميذ من الصغر أول دروس النفاق للمسئولين وبذلك تتولي المدرسة في عهد الجمل مسئولية إعداد جيل المستقبل من المنافقين‏!!‏
الدكتور الوزير الجمل تفقد طابور الظهيرة‏..‏ مفيش مشكلة اعتبر ياسيدي أنه‏'‏ مش واخد باله‏'‏ ثم مر علي الفصول بعد أن دخلها التلاميذ‏'‏ للمرة الثانية‏'‏ وبرضة مفيش مشكلة‏'‏ الوزير برضه مش واخد باله‏'‏ لكن الكوميديا هي نصائح الوزير للتلاميذ بعد طابور النفاق‏..‏ تفتكر ما هي نصيحة الدكتور الوزير الجمل للتلاميذ والمدرسين بعد طابور النفاق المؤسف؟‏!‏ أقول لسيادتك بشرط واحد أن لا تعتبر نصائح الوزير نكتة لأن الدكتور الوزير الجمل نصح التلاميذ والمدرسين بالدراسة باجتهاد لتحقيق معايير الجودة والتفوق والتمسك بالسلوك القويم‏!!‏

ومن جانبه سارع وكيل الوزارة المختص بعمل الواجب وقرر تقديرا لجهود المدرسة في عرض فيلم يوم دراسي جديد للمرة الثانية بنجاح كبير في حضور الدكتور الوزير الجمل صرف مكافأة مالية للعاملين في المدرسة قدرها مرتب شهر واحد‏!!‏

يا نهار أسود‏..‏ يعني مش كفاية تعليم التلاميذ في نهار شهر رمضان المبارك أصول النفاق المدرسي‏!!‏ لأ ده كمان الوزير عمل نفسه مش واخد باله خالص خالص وابتدأ يوجه نصائحه للتلاميذ بالاجتهاد والجودة‏!!‏ ولم يسأله التلاميذ بالطبع جودة أيه؟‏!‏ لأنهم والحكاية مش محتاجة ذكاء فهموا أن الجودة المطلوبة هي فيما كلفوا به من تمثيلية للنفاق وأكدها وكيل الوزارة الشملول حين أعلن بكل فخر واعتزاز عن صرف مكافأة مالية لا مبرر لها سوي إنجاز المدرسة في إعادة الطابور للمرة الثانية لإسعاد الوزير حتي لا تغيب الابتسامة المشرقة وغير المفهومة عن وجهه الصبوح‏!!‏

وقد تسأل يعني عايز الوزير يصحي بدري ويروح للمدارس قبل طابور الصباح ؟‏!‏ أقول لك لا ياسيدي‏..‏ خلي الوزير يصحي وقت ما هو عايز وبما أنه في الإسكندرية ـ كالمعتاد ـ يروح يزور كام مدرسة من مدارس الإسكندرية وخلاص صحيح أن اهتمام الإعلام بنشر صورته مبتسما سوف يكون أقل مما لو كان في القاهرة أو الجيزة‏..‏ لكن يمكن تعويض ذلك ببعض التصريحات السخنه عن نظام الثانوية العامة الجديد واستهبال الناس بالحديث عن أنه خلاص لن تكون هناك دروس خصوصية في ظل هذا النظام وهذه التصريحات التي تخر علي الصحف يوميا كافية جدا لتصدر صور الدكتور الوزير الجمل مبتسما بغموض صفحات جميع الصحف‏!!‏

طبعا من جانبي كنت أتمني أن يرفض الدكتور الوزير الجمل قيام المدرسة بجرجرة التلاميذ إلي الحوش لإعادة عرض طابور الصباح أمام سيادته مرة أخري وأن يرفض منظر طابور النفاق كلاكيت ثاني مرة ويعطي لناظر المدرسة ومن معه درسا في أصول التربية‏,‏ ولكن للأسف لم يحدث ذلك لسبب بسيط وهو أن الدكتور الوزير الجمل ببساطة لم يدرس أصول التربية‏..‏ فهو أستاذ جامعي فاضل وقدير في مجال الهندسة ولكن لا علاقة له بمجال التربية وقدر هذه الوزارة التعيسة دائما هو أن يتولاها وزير من خارج مجال التربية برغم أن اسمها وزارة التربية‏..‏

قد تقول سيادتك وأنا معك أنه ليس ضروريا أن يكون الوزير متخصصا في مجال وزارته وهو ما يحدث في مئات الدول حيث الوزير أساسا سياسي لكن عندما لا يكون الوزير متخصصا ولا سياسيا تبقي مصيبة‏!!‏

ووزير التربية ليس متخصصا في التربية وأظن أنه لو كان سياسيا لاختار دون تردد أن يقضي كل أيام الأسبوع الأول من الدراسة بين تلاميذ المدارس التي تضم أبناء منطقة الدويقة التي شهدت كارثة إنسانية زالت معها من علي سطح الأرض مساكن الفقراء ومدارسهم وتم إسكانهم في مدارس بديلة في مناطق أخري‏..‏ وأظن أن أبسط قواعد الواجب قبل السياسة كانت أن يبادر الدكتور الوزير الجمل إلي زيارة هؤلاء المنكوبين أبناء المنكوبين في ظروفهم الجديدة‏..‏ ولكن ربما تعذر علي الوزير زيارة هؤلاء الغلابة لأنه سيضطر آسفا إلي حرمان القراء من صورة ابتسامته الغامضة حيث إنه من غير المناسب أن يزور هؤلاء الغلابة في ظروفهم المأساوية مبتسما كالعادة وسعيدا دون مبرر‏!!‏

اذا اعجبتك موضوعاتنا فاشترك في القائمة البريدية بالاعلى على اليسار ليصلك جديدنا يوميا

0 comments:

Blog Archive